إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
50061 مشاهدة
حادثة موسى مع ملك الموت

ص (ومن ذلك أن ملك الموت لما جاء إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه، لطمه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فرد عليه عينه).


س 45 (أ) ما تقول في قصة موسى المذكورة. (ب) وعلى أي شيء يدل هذا الفعل منه؟
ج 45 (أ) هذه القصة رواها البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ردها بعض المعتزلة الذين لم تتحمل عقولهم الإيمان بالغيب، وبقدرة الله، وتقبلها أهل السنة كسائر أمور الغيب.
(ب) قال ابن كثير في التأريخ: استشكله ابن حبان ثم أجاب بما حاصله: أن ملك الموت لما قال له هذا لم يعرفه، لمجيئه له على غير صورة يعرفها موسى عليه السلام، كما جاء جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في صورة أعرابي وجاءت الملائكة في صورة شباب، فلم يعرفهم إبراهيم ولا لوط فكذلك موسى لعله لم يعرفه، فلذلك لطمه ففقأ عينه، لأنه دخل داره بغير إذنه، وهذا موافق لشريعتنا، في جواز فقء عين من نظر إليك في دارك بغير إذن ا هـ. ولا شك أنه في المرة الأولى، إنما جاء ابتلاء، وإلا لو قدر الله موته لما قدر على رده.